أتاحت شبكة الإنترنت للطلبة كما هائلا من المعلومات وجعلت الاتصال بالأهل والأصدقاء أرخص ثمنا بل وسمحت للطلاب بالدراسة في الجامعات عن بعد. لكنها ايضا أضفت مظهرا جديدا على كارثة تجتاح الحياة الأكاديمية الا وهي طاحونة أبحاث نهاية الفصل الدراسي.
وتوجد على شبكة الإنترنت عشرات المواقع مثل ذلك الذي كان ريتشارد يعمل لحسابه منها (كاستوم ريسيرش بيبر) و(ذا بيبر اكبرتس) و(تيرم بيبر ريليف) التي تبيع أبحاث نهاية الفصل الدراسي بسعر 15دولارا للصفحة.
ويعترف نحو 37في المئة من طلاب الجامعات بنسخ أجزاء من أبحاثهم من على شبكة الإنترنت لترتفع النسبة عما كانت عليه عام 1999حيث كانت تبلغ عشرة في المئة وفقا لاستطلاع للرأي شارك فيه 60الف طالب جامعي امريكي أجراه دونالد مكابي استاذ الإدارة والأعمال في جامعة روتجيرز في نيوارك بنيوجيرزي هذا العام.
واعترف ثلاثة في المئة بتحميل وتقديم أبحاث كاملة من على الإنترنت فيما لم يعتبر 77في المئة من الطلاب نسخ مواد من على الإنترنت مشكلة خطيرة.
وقال مكابي "هذا منتشر للغاية وهو شديد السهولة ولا يحمل اسما".
ويقدر الطلاب العمل الأصيل لكن حين يواجهون ضغط انتهاء المهلة الممنوحة لهم والجداول المشحونة فإنهم يعتبرون أن نسخ مواد من على الإنترنت حتى ولو كانت بضع فقرات وليس بحثا كاملا طريقا مختصرا وسهلا. وقال تيموثي دود المدير التنفيذي لمركز (اكاديميك انتغريتي) بجامعة ديوك في دورهام في نورث كارولاينا "الطلبة يؤمنون بالأمانة وبالصدق ونرى هذا على نطاق واسع... لكن في لحظة الذعر فإن كل هذه القيم تنحى جانبا فيما يبدو".
ويضرب إغراء اللجوء الى أقصر وأسهل الطرق بعمق بجذوره في الثقافة الأمريكية الحديثة من الرياضيين المحترفين الذين يستخدمون المنشطات أو أي مواد أخرى غير مشروعة لتحسين أدائهم بسرعة الى أعضاء الكونغرس الذي يوجهون التعاقدات للمتبرعين الأثرياء أملا في الحصول على مساعدتهم في الانتخابات القادمة.
ويرجع جزء من المشكلة الى أن معدل الابتكار في الحياة الأمريكية سواء من خلال التكنولوجيا أو من خلال طرق جديدة للعمل يمكن أن تؤدي الى أن يتولد لدى بعض الناس خاصة الشبان شعور مشوش بالخط الفاصل بين الاستفادة بنزاهة او بدون نزاهة من موقف ما.
وقال لي هافري المحاضر بجامعة كيمبريدج في ماساتشوستس "نفخر بأنفسنا من حيث قدرتنا على تغيير وتطوير طرق جديدة لرؤية العالم".
ومضى يقول إن العيب يكمن في عدم القدرة على تحديد أي مجموعة من القواعد يجب أن تطبق وأضاف "لذا فإن واحدة من نقاط قوتنا كأمة هي ايضا نقطة ضعفنا. على كل فرد بشكل شبه يومي أن يعيد تقييم موقعه من الحياة".
ومما يضع مزيدا من الضغط على عاتق طلبة الجامعات الخوف من أنهم إن لم يتفوقوا أكاديميا فلن يحصلوا على فرص للتقدم في الحياة.
وقال دود من مركز (اكاديميك انتغريتي) "هذه هي الرسالة المهيمنة التي تواجه الطلاب حيث يتوقع منهم أن يبلوا بلاء حسنا بشكل استثنائي والا تدمرت حياتهم".